ثوار العالم - منتدى الثائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوامل استشعار لذة العبادة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

عوامل استشعار لذة العبادة Empty عوامل استشعار لذة العبادة

مُساهمة من طرف hussain1 الخميس أغسطس 07, 2008 1:47 am

قال الإمام زين العابدين – عليه السلام- في مناجاة المطيعين ( اللهم احملنا في سفن نجاتك, ومتعنا بلذيذ مناجاتك, وأوردنا حياض حبك, وأذقنا حلاوة ودك وقربك).
إن للمناجاة والعبادة والقرب الإلهي لذة وحلاوة وسعادة. وهذا مما تدل عليه الكثير من الأدلة الشرعية مضافاً إلى كونه من الأمور المشهودة لدى أهلها. ولكن كثيراً منا - رغم مرور سنوات عديدة على عبادته الله تعالى – لم يشعر حتى الآن بتلك اللذة والحلاوة والسعادة. ونحن هنا نريد أن نذكر أربعة عوامل هامة في سبيل الالتذاذ والاستمتاع بالعبادة والمناجاة:
العامل الأول : أن يدرك العقل والقلب أهمية العبادة:
الإنسان كائن علمي, يتحرك نحو أي أمر تبعاً لما يدركه من أهمية ذلك الأمر وخطورته ودوره في حياته وفي الوصول إلى أهدافه. كلما زاد إدراكه لتلك الأهمية زاد سعيه واشتدت حركته.
فمن يدرك أهمية الشهادة العلمية في تأمين مستقبله – مثلاً – يتحرك نحو تحصيل تلك الشهادة , ويبذل الوقت والجهد ويسهر الليالي ليتحقق ذلك الهدف.
ومن يدرك أهمية الحصول على وظيفة يتحرك أيضاً حركة تتناسب مع ما أدركه من أهمية, فيذهب هنا وهناك, ويقف منتظراً في الصفوف الطويلة أملاً في الحصول على الوظيفة.
نحن كذلك بحاجة إلى إدراك أهمية ودور العبادة والمناجاة والشعائر الدينية في حياتنا الدنيوية, وفي تأمين الحياة الأبدية.
علماً أن الإدراك له مرحلتان: الأولى العقل, والأخرى القلب. وكل مرحلة لها مراتب متفاوتة. ونحن نريد إيصال تلك الأهمية إلى أعلى المراتب في كلتا المرحلتين. فلا يكفي أن يصدّق العقل إذا لم يؤمن القلب بذلك.
العامل الثاني: تخصيص وقت للعبادة:
من يقرأ الدعاء وهو يفكر في إنهاء الدعاء فلا يمكن أن يشعر بمعاني وروح الدعاء.
من يقرأ القرآن الكريم وهمّه إنهاء السورة لا يستطيع أن يحلق في أجواء القرآن .
من يصلي وهو يريد الانتهاء من الصلاة لا يعي أن الصلاة معراج المؤمن.
لذا علينا أن نخصص وقتاً للعبادة, بحيث نجمع فيه قوانا العقلية والجسدية وجميع الحواس في العبادة.
والحديث المشهور عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( أرحنا يا بلال). الراحة بماذا ؟ هل بالانتهاء من الصلاة, كلا. بل بالصلاة وبالدخول في الصلاة والتسامي معها في عالم آخر, فالصلاة قرة عين الرسول – صلى الله عليه وآله – كما جاء في الرواية.
إذن راحة المؤمن ليس بالانتهاء من العبادة بل في العبادة وبالعبادة, يرتاح ويسعد عندما يشتغل بذكر الله. ومن العوامل المؤثرة في ذلك عدم الانشغال بأمور أخرى في وقت العبادة حتى لا تأخذ قسطاً من تفكير واهتمام الإنسان في ذلك الوقت.
العامل الثالث: الاستعداد والتهيؤ للعبادة قبل وقتها:
عندما يريد الإنسان أن يدخل امتحاناً أو اختباراً, فهو بحاجة إلى تهيئة واستعداد نفسي وذهني وجسدي لكي يقوم بالامتحان بمستوى مقبول.
وهكذا من يريد الدخول على شخصية مهمة أو القيام بدور متميز, فإنه يجمع المعلومات التي يحتاجها ويعدّ نفسه من جميع الجهات لذلك.
العبادة أيضاً بحاجة إلى استعداد وتهيأ لها. لنذكر الآن بعض الأمثلة:
المثال الأول: الصلاة: بعض المؤمنين لا يتحرك نحو الصلاة إلا بعد دخول الوقت, يرتفع صوت الأذان والإقامة وهو ما زال مشغولاً بالحسابات والسوالف والجوّال, ومباشرة ينتقل من هذه الشواغل إلى تكبيرة الإحرام. فهو يدخل في الصلاة وجوارحه وقلبه ما زالت مشغولة بالدنيا وبالأمور المتفرقة.
أما الروايات الشريفة فقد حثت على الاستعداد للصلاة قبل دخول الوقت, وفي الحديث الشريف (ما وقرّ الصلاة من أخرّ الطهارة لها حتى يدخل وقتها).
إذن حتى تتفاعل مشاعرنا وروحنا مع الصلاة علينا أن نتهيأ للصلاة ونستعد لها قبل دخول الوقت, وقد حثت الروايات على المسارعة في دخول المسجد.
المثال الثاني: الصيام:
نحن نستعد لشهر رمضان المبارك بإحصاء جدول للمسلسلات الجديدة, وبشراء الأغذية الكثيرة حتى أن عربات التسوق في السوبرماركت تضج وتئن من ثقل البضائع. وهكذا نمضي شهر رمضان في مشاهدة المسلسلات والطبخ والأكل والشرب والتسوق – حيث تزداد العروض والتخفيضات- فلا يبقى مجال للروح لكي تتذوق شيئاً من لذة الصيام.
يقول الإمام الرضا- عليه السلام- : (وأكثِر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن, وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله عليك وأنت مخلص لله عزّ وجلّ).
فالاستعداد لشهر رمضان المبارك يكون بما ذكره الإمام المعصوم – عليه السلام- .
المثال الثالث : ليلة القدر:
حتى نندمج وننصهر في ليلة القدر علينا أن نمّهد لذلك قبلها, ولعل من الحكمة الإلهية – حيث جعلها في العشر الأواخر- هي تهيئة المؤمنين خلال الليالي السابقة لاستقبال هذه الليلة العظيمة.
أيها الأحبة,, هذا موسى الكليم – عليه السلام- وهو أحد الأنبياء أولي العزم حتى يصل إلى الميقات الخاص مع الله تعالى احتاج إلى أربعين ليلة فكيف بنا نحن, قال الله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
المثال الرابع: الحج :
خلال يومين أو ثلاثة نريد أن نفهم ونحفظ جميع الأحكام الفقهية للحج, والأسرار, وآداب الحج, وأخلاقيات الحج فهل يمكن كل ذلك في هذه الفترة القصيرة؟
لماذا لا نبدأ من شهر رمضان ونستعد للحج, فها هي أدعية شهر رمضان تلوّح لنا بالحج. بل في حديث الإمام الصادق – عليه السلام – ( يا عيسى إني أحبّ أن يراك الله عزّ وجلّ فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيأ للحج). هذه مرتبة عليا, حيث يبدأ المؤمن في الاستعداد على جميع المستويات ليحج حجاً محمدياً بعد أحد عشر شهراً, فيشتغل خلال هذه الأشهر وبشكل تدريجي مستمر في التفكير بالحج.
العامل الرابع: ترك الذنوب:
قال أمير المؤمنين – عليه السلام – ( كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى).
حتى تستطيع الروح أن تتذوق لذة وحلاوة العبادة يجب أن تصوم عن الهوى والذنوب والشبهات.
العبادة شراب لذيذ, فإذا خلطته بشراب الذنوب العفن النتن فلن تستطيع أن تلتذ بطعم العبادة. الحق والباطل لا يجتمعان في وعاء واحد, النور والظلمة لا تجتمعان.

*********************************************************************
كل الحب – معاً نبدع أكثر فأكثر
أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة
hussain1
hussain1
ثائر نشيط
ثائر نشيط

عدد الرسائل : 194
وسام : عوامل استشعار لذة العبادة 1170107439
تاريخ التسجيل : 21/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عوامل استشعار لذة العبادة Empty رد: عوامل استشعار لذة العبادة

مُساهمة من طرف المدير العام الخميس أغسطس 07, 2008 4:07 am

مشكور عمو بارك الله فيك

اللهم احملنا في سفن نجاتك, ومتعنا بلذيذ مناجاتك, وأوردنا حياض حبك, وأذقنا حلاوة ودك وقربك
المدير العام
المدير العام
Admin
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 807
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

https://revolutions.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى