رسالة في الاعتقادات - الشيخ الطوسي – الرسائل العشر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة في الاعتقادات - الشيخ الطوسي – الرسائل العشر
الرسائل العشر
- الشيخ الطوسي –
ص 100 - 107
رسالة في الاعتقادات
‹ صفحة 103 ›
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
- الشيخ الطوسي –
ص 100 - 107
رسالة في الاعتقادات
‹ صفحة 103 ›
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
إذا سألك سائل وقال لك : ما الإيمان ؟
فقل : هو التصديق
بالله و بالرسول وبما جاء به الرسول والأئمة عليهم السلام .
كل ذلك بالدليل ، لا بالتقليد ، وهو مركب على خمسة أركان ، من عرفها فهو مؤمن ، ومن جهلها كان كافرا
،
وهي : التوحيد ، والعدل ،
والنبوة والإمامة ، والمعاد
.
فحد
التوحيد هو إثبات صانع
واحد موجد للعالم ، ونفى ما عداه .
والعدل هو تنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والاخلال
بالواجب ،
والنبوة هي
الأخبار الواردة عن الله تعالى بغير واسطة أحد من البشر ، وإنما الواسطة ملك من الملائكة وهو جبرئيل عليه السلام .
والإمامة
رياسة عامة لشخص من الأشخاص في أمور الدين والدنيا ، وهو علي بن أبي طالب عليه
السلام ، فيكون معصوما بنص النبي صلى الله عليه وآله .
والمعاد إعادة الأجسام على ما كانت عليه .
( 1 )
والدليل على أن الله تعالى موجود : لأن العالم أثره ، والأثر يدل على وجود المؤثر ، فيكون الباري تعالى
موجودا .
( 2 )
والدليل على أن العالم محدث : لأنه لا يخلو من الحوادث ، وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث .
والحوادث هي : الحركة والسكون . ‹ صفحة 104 ›
( 3 ) والدليل على
حدوث الحركة والسكون : لأنهما اثنين 1 ، إذا وجد أحدهما عدم الآخر ، ولا
نعني بالمحدث إلا الذي يوجد ويعدم .
( 4 )
والدليل على أن الله تعالى واجب الوجود : لأنا نقسم الموجود إلى قسمين : واجب الوجود وممكن
الوجود . فواجب الوجود هو الذي لا يفتقر في وجوده إلى غيره ولا يجوز عليه العدم ،
وهو الله تعالى . وممكن الوجود هو الذي يفتقر في وجوده إلى غيره ويجوز عليه العدم
، و هو ما سوا الله تعالى ، وهو العالم . فلو كان البارئ تعالى ممكن الوجود لافتقر
إلى مؤثر ، والمفتقر ممكن ، فيكون الباري تعالى واجب الوجود بهذا المعنى ، وهو
المطلوب . ( 5 ) والدليل على أن الله تعالى قديم أزلي : لأن معنى القديم والأزلي
هو الذي لا أول لوجوده فلو كان الباري تعالى لوجوده أولا لكان محدثا وقد ثبت أنه
تعالى واجب فيكون قديما أزليا .
( 6 )
والدليل على أن الله تعالى باق أبدي : لأن الأبدي هو الذي لا نهاية لوجوده ، فلو كان الباري
تعالى لوجوده نهاية لكان محدثا ، وقد ثبت أنه تعالى واجب الوجود ، فيكون الباري
تعالى أبديا . ومعنى أنه سرمدي أي مستمر الوجود بين الأزل والأبد .
( 7 ) والدليل على أنه تعالى قادر مختار لا موجب ، لأن القادر المختار هو الذي يصدر عنه
الفعل المحكم المتقن مع تقدم وجوده ويمكنه الترك ، [ و ] الموجب هو الذي يصدر هو
وفعله واحدة . فلو كان الباري تعالى موجبا لزم قدم العالم ، وقد بينا أنه قديم ( 2
) فيكون الباري تعالى قادرا مختارا ، وهو المطلوب .
( 8 ) - والدليل على أنه تعالى عالم : لأن العالم هو الذي يصدر عنه الفعل المحكم
المتقن على وجه يصح الانتفاع به ، وهذا ظاهر في حقه تعالى ، فهو عالم .
( 9 )
والدليل على أنه تعالى سميع بصير : لأن ( 3 ) المؤثر في الأشياء كلها وهو يعلم ما نسمعه
وما نبصره ، وهو معنى قوله " سميعا بصيرا " ( 4 ) . ‹ صفحة 105 ›
( 10
) والدليل على أنه تعالى واحد : لأن معنى الواحد هو الفرد بصفات ذاتية لا يشاركه فيها غيره . فلو كان
الباري تعالى معه إله آخر لاشتركا في الذات والصفات ، والمشارك ممكن ، والله تعالى
واجب الوجود ، فهو واحد .
( 11
) والدليل على أن الله تعالى ليس بجسم : لأن الجسم هو المركب الذي يقبل القسمة في جهة من الجهات
، والمركب ممكن لافتقاره إلى الأجزاء الذي يتركب منها ، والله تعالى واجب الوجود ،
فهو ليس بجسم .
( 12 ) والدليل على أنه ليس بعرض : لأن العرض هو الذي يحل في الأجسام من غير
مجاوزة ، ولا يمكن قيامة بذاته . فلو كان الباري تعالى عرضا لافتقر إلى محله وهو
الجسم والمفتقر ممكن وهو تعالى واجب الوجود فيكون الباري ليس بعرض بهذا المعنى ( 5
) .
( 13
) والدليل على أنه تعالى ليس بجوهر لأن الجوهر هو المتحيز الذي يتركب الأجسام منه وهو محدث
، وبيان حدوثه افتقاره إلى حيز يحصل فيه - وهو المكان - ، فيكون الباري تعالى ليس
بعرض ولا جوهر بهذا المعنى - وهو المطلوب .
( 14 ) والدليل على
أنه تعالى ليس بمرئي بحاسة البصر لأن الرؤية لا تقع [ إلا ] على الأجسام
والألوان ، والبارئ تعالى ليس بجسم ولا لون ، فلا يكون بمرئي بحاسة البصر ، وهو
المطلوب .
( 15
) والدليل على أنه تعالى ليس بمحتاج إلى غيره وغيره محتاج إليه : لأن الحاجة إنما تكون في الذات أو في الصفات
، والبارئ تعالى غنى في ذاته وصفاته لوجوب وجوده ، فلا يكون بمحتاج - بهذا المعنى
- وهو المطلوب .
( 16 ) والدليل على أنه تعالى عدل حكيم : لأن معنى العدل الحكيم هو الذي لا يفعل
قبيحا ولا يخل بواجب ، لأن فعل القبيح لا يفعله إلا الجاهل به أو المحتاج إليه ،
والبارئ تعالى عالم وغني في ذاته وصفاته - لوجوب وجوده - فلا يفعل قبيحا ولا يخل
بواجب - بهذا المعنى - وهو المطلوب .
( 17 ) والدليل على نبوة نبينا محمد صلى الله
عليه وآله : لأنه ادعى
النبوة وظهر المعجز على يده ، والمعجز فعل الله تعالى ، فيكون نبيا حقا ورسولا
صدقا . ‹ صفحة 106 ›
( 18 ) والدليل على أنه صلى الله عليه وآله
معصوم عن جميع القبايح كلها ، عمدا وسهوا ، صغيرة وكبيرة : بدليل أنه لو لم يكن كذلك لجاز عليه الكذب
والخطاء ، فلم تثق الناس بما أخبر به عن الله ، فتبطل نبوته .
( 19 ) والدليل على أنه - صلى الله عليه وآله -
خاتم الرسل : بدليل قوله
عليه السلام " لا نبي بعدي " وقوله تعالى : " ما كان محمد أبا أحد
من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " ( 6 ) .
( 20 ) والدليل على أنه - صلى الله عليه وآله - صادق بجميع ما أخبر
به في أحكام الشرع من الصلاة والزكاة والصوم
والحج والجهاد وغير ذلك ، وصادق ( 7 ) في إخباراته عن أحوال المعاد ، كالبعث
والصراط والحشر والحساب والنشور والميزان وتطاير الكتب وإنطاق الجوارح والجنة وما
وعد الله فيها ، من المأكل والمشرب والمنكح والنعيم المقيم أبدا الذي لا عين رأت
ولا أذن سمعت بمثله في دار الدنيا أبدا ، والنار وما وعد الله فيها من العذاب
الأليم والنكال المقيم . أعاذنا الله ( 8 ) وإياكم من شرابها الصديد ومن مقامعها
الحديد ومن دخول باب من أبوابها ومن لدغ حياتها ولسع عقاربها .
( 21 ) واعتقد أن شفاعة محمد ، صلى الله عليه
وآله ( 9 ) نبيا حقا حقا ، وكذلك الأئمة الطاهرين الأبرار المعصومين : بدليل أن القرآن العظيم نطق به والنبي عليه
السلام أخبر به ، فيكون حقا .
( 22 ) والدليل على أن الإمام الحق بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله بلا فصل أمير المؤمنين عليه السلام : بدليل أنه نص عليه نصا متواترا بالخلافة ،
ولا نص على أحد غيره - مثل أبي بكر والعباس - ، والنص مثل قوله : " أنت أخي
ووزيري والخليفة من بعدي " . ويدل على إمامته أيضا أنه معصوم وغيره ليس
بمعصوم بإجماع المسلمين .
( 23
) والدليل على أن الإمام من بعد علي عليه السلام ولده الحسن ثم ‹ صفحة 107 ›
الحسين ثم على ثم محمد ثم جعفر ثم موسى ثم على ثم محمد ثم على ثم الحسن ثم محمد بن
الحسن الحجة القائم المنتظر المهدي ، صلوات الله عليهم أجمعين : بدليل قول النبي عليه السلام للحسين "
ولدي هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم يملأ الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت من غيره ظلما وجورا " . ويدل على إمامتهم عليهم السلام أيضا
أنهم معصومون ، ولا أحد ممن ادعيت فيه الإمامة بمعصوم بالإمامة فيهم .
( 24 ) والدليل على أن الخليفة الإمام القائم
عليه السلام حي موجود في كل آن وزمان لا بد فيه من إمام معصوم ، فثبت أنه حي موجود في كل زمان .
( 25 ) ويدل على بقائه إلى فناء هذه الأمة : لأنه لطف للناس واللطف واجب على الله تعالى
في كل زمان ، فيكون الإمام حيا وإلا لزم أن يكون الله تعالى مخلا بالواجب .
تعالى الله عن ذلك
علوا كبيرا .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد
وآله تم الكتاب وربنا المحمود في يوم الثالث والعشرون [ كذا ] من شهر رمضان ، سنة
ثمان وأربعين وتسعمائة
. . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 104 ›
( 1 ) - كذا في
النسخة .
( 2 ) - كذا في
النسخة ولعل الصواب : حادث .
( 3 ) - كذا في
النسخة ولعل الصواب : لأنه .
( 4 ) - الآية 61 من سورة النساء . ‹ هامش ص 105
›
( 5 ) - كذا في
النسخة . ‹ هامش ص 106 ›
( 6 ) - الآية 40
من سورة الأحزاب .
( 7 ) - في الأصل : وصادقا .
( 8 ) - في الأصل
: عاذنا الله .
( 9 ) - كذا في
النسخة ، والظاهر سقوط شئ من هذا الموضع ، ويمكن أن تكون العبارة مغلوطة بلا نقصان
من البين .
. . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هوية الكتب
الكتاب | المؤلف |
جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك
| ملاحظات
الرسائل
العشر|الشيخ الطوسي||460|فقه الشيعة الى القرن الثامن|||||مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة - إيران||العنوان في داخل الكتاب : رسائل
الشيخ الطوسي
تم . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بسم الله- ثائر مميز
-
عدد الرسائل : 274
العمر : 34
وسام :
تاريخ التسجيل : 04/08/2008
عودة- ثائر مميز
- عدد الرسائل : 247
تاريخ التسجيل : 21/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى